منتديات مميزون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحث
دخول
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

.: عدد زوار المنتدى :.

Get our toolbar!

اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
المدير العام
المدير العام
عدد المساهمات : 872
نقاط : 12303
السٌّمعَة : 37
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
https://moumaiazoun.yoo7.com

باب: الاستعاذة Empty باب: الاستعاذة

الأحد 8 مايو - 12:30
كل ما يأتي في كتب العلماء من قولهم: باب، أو فرع، أو نحو ذلك فهو خبر
مبتدأ محذوف. وبعضهم يظهره: أي هذا باب نذكر فيه مذاهب القراء في الاستعاذة قبل
القراءة، وهي طلب الإعاذة من الله تعالى، وهي عصمته كالاستجارة والاستعانة
والاستغاثة، يقال: عذت بفلان واستعذت به: أي لجأت إليه، ولفظ الاستعاذة على اختلافه
كما سيأتي ذكره كلفظ الخبر، ومعناه الدعاء: أي اللهم أعذني.
95-


إِذَا مَا أَرَدْتَ -الدَّهْرَ- تَقْرَأُ فَاسْتَعِذْ جِهَاراً مِنَ الشَّيْطَانِ بِاللهِ مُسْجَلا


الدهر منصوب على الظرف وجهارا مصدر في موضع الحال: أي مجاهرا أو جاهرا
أو يكون نعت مصدر محذوف: أي تعوذا جهارًا أي ذا جهار، وهذا في استعاذة القارئ على
المقرئ أو بحضرة من يسمع قراءته أما من قرأ خاليا أو في الصلاة فالإخفاء له أولى،
ومسجلا: بمعنى مطلقا لجميع القراء في جميع القرآن لا يختص ذلك بقارئ دون غيره ولا
بسورة ولا بحزب ولا بآية دون باقي السور والأحزاب والآيات، وهذا بخلاف البسملة على
ما سيأتي، ووقت الاستعاذة ابتداءُ القراءة على ذلك العمل في نقل الخلف عن
السلف




ص -62- إلا ما شذ عن بعضهم أن موضعها بعد الفراغ من القراءة، وقوله تعالى:
{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ
بِاللَّهِ}
1 معناه إذا أردت القراءة كقوله: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا}2. وقول النبي -صلى الله عليه وسلم: "إذا توضأ أحدكم فليستنثر، ومن أتى الجمعة فليغتسل". كل ذلك على حذف الإرادة للعلم بها، وأظهر الشاطبي -رحمه الله- في نظمه
ذلك المقدر المحتاج إليه في الآية، وهو الإرادة فقال: إذا ما أردت الدهر تقرأ...
ولم يقل إذا ما قرأت الدهر للكل فاستعذ إشارة إلى تفسير الآية وشرحها، وهو كقولك:
إذا أكلت فسم الله إذا أردت الأكل استغنى بالفعل عن ذكر الإرادة؛ لشدة اتصاله بها،
ولكونه موجودا فيها.
96-


عَلَى مَا أَتَى في النَّحْلِ يُسْراً وَإِنْ تَزِدْ لِرَبِّكَ تَنْزِيهاً فَلَسْتَ مُجَهَّلا


أي استعذ معتمدا على ما أتى في سورة النحل دليلا ولفظا، وهو قوله سبحانه
وتعالى:
{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ
الرَّجِيمِ}
. فهذا اللفظ هو أدنى الكمال في الخروج عن عهدة الأمر بذلك، ولو نقص منه
بأن قال: أعوذ بالله من الشيطان ولم يقل الرجيم كان مستعيذا، ولم يكن آتيا باللفظ
الكامل في ذلك، ويسرا مصدر في موضع الحال من فاعل أتى أي أتى ذا يسر، أي سهلا ميسرا
وتيسره قلة كلماته فهو أيسر لفظا من غيره على ما سنذكره، وزاد يتعدى إلى مفعولين
نحو قوله تعالى:
{وَزِدْنَاهُمْ هُدىً}3. والمفعول الأول هنا محذوف: أي وإن تزد لفظ الاستعاذة تنزيها: أي لفظ
تنزيه يريد بذلك أن تذكر صفة من صفات الله تعالى تثني عليه بها سواء كانت صفة سلب
أو ثبوت نحو أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم، أو أعوذ بالله
السميع العليم فكل صفة أثبتها له فقد نزهته عن الاتصاف بضدها وقوله: لربك متعلق
بتنزيها، ولا يمتنع ذلك من جهة كونه مصدرا فلا يتقدم معموله عليه فإن هذه القاعدة
مخالفة في الظروف؛ لاتساع العرب فيها وتجويزها من الأحكام فيها ما لم تجوزه في
غيرها، وقد ذكرت ذلك في نظم المفصل وقررناه في الشرح الكبير، ومن منع هذا قدر لأجل
تعظيم ربك وقيل لربك هو المفعول الأول دخلت اللام زائدة أي وإن تزد ربك تنزيها
وقوله: فلست مجهلا أي منسوبا إلى الجهل؛ لأن ذلك كله صواب مروي، وليس في الكتاب ولا
في السنة الثابتة ما يرد
ذلك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سورة النحل،
آية: 98.
2 سورة المائدة، آية: 6.
3 سورة الكهف، آية: 13.




ص -63- 97-


وَقَدْ ذَكَرُوا لَفْظَ الرَّسُولِ فَلَمْ يَزِدْ وَلَوْ صَحَّ هذَا النَّقْلُ لَمْ يُبْقِ مُجْمَلا


أي: وقد ذكر جماعة من المصنفين في علم القراءات أخبارا عن رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- وغيره لم يزد لفظها على ما أتى في النحل.
منها: "أن ابن
مسعود قرأ على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أعوذ بالله السميع العليم فقال: قل
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
وعن جبير بن مطعم قال: "كان رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
وكلا الحديثين ضعيف والأول لا
أصل له في كتب أهل الحديث.
والثاني أخرجه أبو داود بغير هذه العبارة وهو: $"أعوذ
بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه".
ثم يعارض كل واحد منهما بما هو أصح
منهما أخرجه أبو داود والترمذي من حديث أبي سعيد الخدري قال: "كان رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يقول: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان
الرجيم من همزه ونفخه ونفثه". قال الترمذي: هو أشهر حديث في هذا الباب. وفي صحيح
أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم: "أنه
كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم ونفخه وهمزه ونفثه".
وأشار
بقوله: ولو صح هذا النقل إلى عدم صحته كما ذكرناه، وقوله: لم يبق مجملا أي إجمالا
في الآية وذلك أن آية النحل لا تقتضي إلا طلب أن يستعيذ القارئ بالله من الشيطان
الرجيم فبأي لفظ فعل المخاطب فقد حصل المقصود كقوله تعالى:
{وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ}1.
ولا يتعين للسؤال هذا اللفظ فبأي لفظ سأل كان ممتثلا، ففي الآية
إطلاق عبر عنه بالإجمال وكلاهما قريب، وإن كان بينهما فرق في علم أصول
الفقه.
وأما زوال إجمال الآية لصحة ما رواه من الحديث، فوجهه أنه كان يتعين ختما
أو أولوية وأياما كان فهو معنى غير المفهوم من الإطلاق والإجمال إذ الألفاظ كلها في
الاستعاذة بالنسبة إلى الأمر المطلق سواء يتخير فيها المكلف وإذا ثبتت الأولوية
لأحدها أو تعين فقد زال التخيير والله
أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سورة
النساء، آية: 32.




ص -64- 98-


وَفِيهِ مَقَالٌ في الأُصُولِ فُرُوعُهُ فَلاَ تَعْدُ مِنْهَا بَاسِقاً وَمُظَلِّلا


أي في التعوذ قول كثير وكلام طويل تظهر لك فروعه في الكتب التي هي أصول
وأمهات، يشير إلى الكتب المطولة في هذا العلم كالإيضاح لأبي علي الأهوازي والكامل
لأبي القاسم الهذلي وغيرهما؛ ففيها يبسط الكلام في ذلك ونحوه فطالعها وانظر فيها
ولا تتجاوز منها القول الصحيح الظاهر البين المتضح الحجج، وأشار إلى ذلك بقوله:
باسقا أي عاليا والمظلل ما له ظل؛ لكثرة فروعه وورقه أي قولا باسقا، وقيل مراده
بالأصول علم أصول الفقه لأجل الكلام المتعلق بالنصوص فالهاء في فيه تعود إلى لفظ
الرسول أو إلى النقل أو إلى المذكور بجملته، وقد أوضحنا ذلك كله في الشرح الكبير
وبالله التوفيق.
99-


وَإِخْفَاؤُهُ "فَـ"ـصلْ "أَ"بَاهُ "وَ"عُاَتُنَا وَكَمْ مِنْ فَتىً كالمَهْدَوِي فِيهِ أَعْمَلاَ


أي روى إخفاء التعوذ عن حمزة ونافع؛ لأن الفاء رمز حمزة والألف رمز
نافع، وهذا أول رمز وقع في نظمه والواو في وعاتنا للفصل وتكررت بقوله: وكم هذا هو
المقصود بهذا النظم في الباطن.
وأما ظاهره فقوله "فصل" يحتمل وجهين:
أحدهما:
أنه فصل من فصول القراءة وباب من أبوابها كرهه مشايخنا وحفاظنا: أي ردوه ولم يأخذوا
به والوعاة جمع واع كقاض وقضاة يقال: وعاه أي حفظه:
والثاني أن يكون أشار بقوله
فصل إلى بيان حكمة إخفاء التعوذ، وهو الفصل بين ما هو من القرآن وغيره فقوله:
وإخفاؤه فصل جملة ابتدائية و"أباه وعاتنا" جملة فعلية وهي صفة لفصل على الوجه الأول
مستأنفة على الوجه الثاني؛ لأن الوعاة ما أبوا كونه فاصلا بين القرآن وغيره وإنما
أبا الإخفاء الوعاة؛ لأن الجهر به إظهار لشعار القراءة كالجهر بالتلبية وتكبيرات
العيد.
ومن فوائده أن السامع له ينصت للقراءة من أولها لا يفوته منها شيء، وإذا
أخفى التعوذ لم يعلم السامع بالقراءة إلا بعد أن فاته من المقروء شيء، وهذا المعنى
هو الفارق بين القراءة خارج الصلاة وفي الصلاة فإن المختار في الصلاة الإخفاء؛ لأن
المأموم منصت من أول الإحرام بالصلاة ثم أشار بقوله: وكم من فتى إلى أن جماعة من
المصنفين الأقوياء في هذا العلم اختاروا الإخفاء وقرروه واحتجوا له، وذكر منهم
المهدوي وهو أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ المفسر مؤلف الكتب المشهورة التفصيل
والتحصيل والهداية وشرحها منسوب إلى المهدية من بلاد أفريقية بأوائل المغرب، والهاء
في فيه للإخفاء "وأعملا" فعل ماضٍ خبر "وكم من فتى" أي أعمل فكره في تصحيحه
وتقريره، وفيه وجوه أخر ذكرناها في الشرح الكبير والله أعلم.
nour
nour
مميز ماسي
مميز ماسي
عدد المساهمات : 717
نقاط : 11073
السٌّمعَة : 39
تاريخ التسجيل : 22/12/2010
الموقع الموقع : لبنان

باب: الاستعاذة Empty رد: باب: الاستعاذة

الأحد 8 مايو - 20:02
شكرا" على هذه الموضيع الرائعة
بانتظار جديدك
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى