إلى كــــــــــــــــــل العرب , وبالأحرى " اللبنانيين "

لبنان بلد الخير والجمال بدأ يهرب منه الخير والجمال .
لبنان الذي هو " قطعة السماء على الأرض " لم تعد لياليه أغنيات, وأيامه أعياداً ومواسم . الغمامة السوداء أخذت تلفّ أجواءه , وغيب عن وجهه ملامح العافية والإستقرار .
إنه يعيش على آهاته ودموعه بعدما كوثه الهجرة , واقتلعت شبابه لترمي بهم على أكفّ العفاريت في مجاهل الدنيا .
لبنان سيصبح خراباً إذا ظلّ الللبنانيون يهجرونه بمثل هذا الفيض المتلاحق , ولن يمضي وقت طويل حتى يصبح مطمعا للأجانب والمتعمرين , ومقراً للعجزة والخاملين .
أرضنا تصرخ , وتستنجد بأبنائها ! ولمن تصرخ الأم في يوم محنتها لغير أبنائها ؟من غير الشباب يحمي الأرض , ويموت ذوداً عن الكرامة ؟أين هم شبابنا السمر ذو السواعد المفتولة والعقول النيرة ؟ أين هم عباقرة لبنان يخططون للغد بذكائهم ويضمنون لنا المستقبل ؟ من يفتدي أرضنا ؟ ومن سيرد الطامع والمستعمر عن وطننا ؟ من غير الشباب يواجه النكبات والكوارث ؟ أين هم حماة الأوطان وأبطال الميادين ؟
لقد ابتلعتهم الغربة , وتركتنا نعيش في المأساة الكبرى , لأن جرثومة الهجرة تهددنا ,وتكاد تكون أكبر مأساة عرفها لبنان الذي خسر أبناءه , إذ إنهم أصبحوا ينتمون إلى الأرض التي بنوا فيها حياتهم .
على المسؤولين أن يهتموا بجعل شبابنا الواعي جنوداً يحمون أرضهم وبلادهم من الخطر الصهيوني الذي يدق أبوابنا ويهاجمنا في عقر دارنا .
وهنا أتساءل : أليس من دواء لتدارك خطورة هذا الداء الذي ينخر لبنان ويهدد وجوده ؟

ناديا الجردي نويهض